Saturday, December 29, 2018
صلاح والصحافة الإسرائيلية… فصل جديد من فشل العرب في البروباجندا!
والحماس لدينا زائد بشدة وكلما علت النبرة العنترية ذات لهجة شديدة كلما
شعرنا وكأننا حققنا نصر حقيقي، الحكام العرب سعوا في الفترة السابقة في
استغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية من خلال تهييج الرأي العام
لديهم وتحفيز الكتاب والصحفيين والمطربين والشعراء على السير في هذا
الاتجاه من أجل إلهاء الشعوب نحو قضية ما لصرف النظر عن المشاكل
الداخلية، أو ربما استغلها الحكام لصنع شعبية لهم كما حدث في حقبة
التسعينيات.
The post صلاح والصحافة الإسرائيلية… فصل جديد من فشل العرب في
البروباجندا! appeared first on أراجيك .الدعاية أو البروباجندا ليست فقط
مخصصة لأغراض التجارة أو الأغراض السياسية بل لها تأثير كبير وضخم على
مجريات الأحداث وقد تحدث تغييرات .. ربما قد تساهم في حشد الرأي العام أو
تغيير قوانين أو شن حروب أو هزيمة شعوب كما فعلت ألمانيا إبان الحقبة
النازية والتي استخدمت الدعاياjبشكل حقق له الكثير من المكاسب غير
الحربية
هذا الأمر له أيضاً تأثير على المعارك الثقافية والفكرية بل وقد يشكل
التاريخ كما يريده الطرف الأقوى، فهو يعد من "القوى الناعمة" التي قد
تدفع الحكومات والمؤسسات والأفراد لإنفاق الكثير من المال للسيطرة عليه
أو توجيه الرأي العام أو نشر أفكار وثقافات معينة أو تغيير وجهات النظر
من خلال ولذلك لا يجب الإهمال فيه أو التقليل من شأنه.
قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي .. وواقع مؤسف!
قبل أن نتطرق للموضوع الرئيسي يجب أولاً نطرح خلفية تاريخية وبدون الخوض
في السياسة، فما لا يعلمه الكثير من العرب أن كل هذا الزخم حول القضية
الفلسطينية الذي سمعنا عنها منذ صغرنا ما هو إلا "زوبعة في فنجان" وأن كل
هذا الصراخ من العرب إلى العرب ولا يعلم العالم الخارجي عنه شيئا إلا
القليل وذلك بفضل تفوق البروباجندا الإسرائيلية منذ مطلع القرن العشرين
حتى وقتنا هذا في ظل إهمال عربي كبير.
صدق أو لا تصدق: ما يعرفه العالم عن القضية الفلسطينية أنه أشبه بأزمة
قبرص وصراع بين قبرص اليونانية وقبرص التركية!! يعتقدون أن سكان فلسطين
العرب واليهود قامت بينهم حرب في 48 انتهت بانتصار اليهود وتأسيس دولتهم
بينما السكان العرب – بحد وصفهم – عبارة عن أقلية تثير الصراع والقتال
والتفجيرات ضد المدنيين العزل!! (وليسوا أصحاب الأرض ويطالبون بحقوقهم
كما نعتقد).
العالم الغربي تحديداً يعتبر إسرائيل هي الدولة الديمقراطية في المنطقة
ودولة متحضرة تحيط بها دول معادية لها ! ومع تصاعد العدائية ضد الإسلام
منذ أحداث سبتمبر 2001 تحولت الصورة إلى: دول عربية إسلامية ينتشر فيها
التطرف والإرهاب ويسعون لقتل المواطنين الأبرياء والقيام بعمليات إرهابية
وشن صواريخ! وللأسف هذه هي الصورة الحالية.
المشكلة الرئيسية لدينا العرب هو أننا نغلب العاطفة على العقل، الشعبوية
والحماس لدينا زائد بشدة وكلما علت النبرة العنترية ذات لهجة شديدة كلما
شعرنا وكأننا حققنا نصر حقيقي، الحكام العرب سعوا في الفترة السابقة في
استغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية من خلال تهييج الرأي العام
لديهم وتحفيز الكتاب والصحفيين والمطربين والشعراء على السير في هذا
الاتجاه من أجل إلهاء الشعوب نحو قضية ما لصرف النظر عن المشاكل
الداخلية، أو ربما استغلها الحكام لصنع شعبية لهم كما حدث في حقبة
التسعينيات.
هذا الحماس والاندفاع العاطفي يجعل الكثير من العرب يرتكبون ردود أفعال
وتعليقات يستغلها الإعلام الصهيوني لتعزيز تلك الصورة عند الغرب أشبه بما
فعلته وسائل إعلام أمريكية من نشر فيديوهات احتفالات بعض العرب بسقوط
البرجين والحقيقة لم تكن كذلك حيث كان هناك جانب كبير رفض هذه الحادثة
الأليمة ونددوا بها، تجد الإعلام الصهيوني يقول: أنظروا لهؤلاء المتعصبين
المتطرفين ماذا يفعلون معنا؟ يقولون عنا أحفاد القردة والخنازير
ويتوعدونا بالقتل، تقوم مثلاً صفحة أو حساب إسرائيلي بتهنئة المسلمون
بعيد الفطر مثلاً بشكل خبيث مبطن فيقوم المعلقون العرب بإطلاق أبشع
الصفات والتهديدات الدموية لكي يستغلها الطرف الإسرائيلي ويطرحها أمام
العالم ويقولون: أنظروا .. نحن نهنئهم وهم يسبونا، هؤلاء لا يحبون السلام
ويكرهون اليهود ويعادون السامية و …. الخ الخ وتوقع أنت الباقي، رغم أن
الصراع كله سياسي وجغرافي له جذور وليس صراع ديني.
هذه الصورة أيضاً ساهمت في ابتزاز بعض الشخصيات لإجبارهم على التطبيع، أو
الحشد وإيهام بعض السذج في الوطن العربي الذي اقتنعوا بذلك ودفعهم
للتعاطف مع إسرائيل والاعتقاد بأنهم الطرف المظلوم !!
ولذلك بعد هذه السطور السابقة عليك أن تستوعب الصورة الكاملة وتدرك الوضع
الحالي وأن تفهم لماذا ليس هناك دعم عالمي (من الناحية الثقافية
والفكرية) في هذا الصراع، وتقريباً لم نرى تعاطف أو دعم إعلامي ثقافي إلا
في حادثتين: حادثة محمد الدرة وحادثة راشيل كوري.
ما هي أزمة محمد صلاح الحالية وعلاقتها بالموضوع؟
أزمة محمد صلاح ما هي إلا نموذج لما نتحدث عنه منذ بداية المقالة،
بالتأكيد الكل يعرف اللاعب المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي
والذي يحظى بشعبية واسعة والكثير من النكات حوله عبر الشبكات الاجتماعية،
في يوم 24 ديسمبر الماضي نشرت صحيفة جيروزاليم بوست خبر مبني على إشاعة
وتكهنات أن اللاعب المصري يهدد بالرحيل عن نادي ليفربول إذا تعاقدوا مع
أحد اللاعبين الإسرائيليين، وربطوا بين هذه الحادثة وبين ما حدث في 2014
حينما رفض مصافحة لاعبي النادي الإسرائيلي.
طبعاً هذا الخبر ليس بصحيح وليس هناك تصريح من اللاعب بذلك، ولكن فحوى
الخبر في غاية الخبث واللؤم حيث أن أي ردود أفعال حوله سوف تضر باللاعب
وقد تخدم المصالح الصهيونية.
هذا الخبر ذكرني بمقال نشر هنا في أراجيك منذ 6 سنوات عن (أساليب الدعاية
القذرة .. نجاحها مرهون برد الفعل ! ) والذي يحكي عن واقعة للرئيس
الأمريكي الأسبق ليندون جونسون أنه عندما كان يخوض الانتخابات المحلية
حتى يصير حاكماً لولاية تكساس ضد منافسه حسن السمعة "لي أو دانييل" وقرر
جونسون اللجوء إلى طريقة قذرة وهو عندما طلب من مساعده نشر خبر مفاده أن
جونسون ينفي قيام منافسه أودانييل بارتكاب فعل فاضح ما !
طبعاً ليس هناك من الأساس أي خبر أو اتهامات بذلك، ولكن هذا النفي
المنشور بالصحف سيجعل الناس تتساءل عن هذه الإشاعة وأنه (لا دخان بدون
نار) وسوف يتناقلها العامة، وبالفعل استفزت هذه الشائعة المرشح وقام
بنفيها مما ساهم في انتشارها أكثر وأكثر وكان لها أثر سيء على سمعته وعلى
موقفه الانتخابي.
هذا الخبر أيضاً يعد من الأخبار المفخخة، اللاعب محمد صلاح بالتأكيد
يمتلك عقلية احترافية لا تجعله يسقط في هذا الفخ، ولكن من الممكن أن يصدر
رد فعل ما غير مقصود أو رد فعل من المقربين قد يضره بشده:
لأنه في حالة إقرار هذا الشائعة سيتم تشويه سمعة اللاعب واتهامه
بالعنصرية وأنه يقحم السياسة في كرة القدم .. و…، وطبعاً مثل هذا الأمر
قد يثير إعجاب الجمهور العربي من باب الحماسة والعاطفة بل وربما يتمنون
لو أنه يعترف بذلك (راجع الفقرة الأولى في المقالة).
لو أنكر صلاح هذا الخبر فهذا سيغضب الجمهور العربي منه وقد يتهمه
بالخيانة والتطبيع و … و…، مما سيؤثر على شعبيته في الوطن العربي وربما
قد تقوده لجدل يؤثر على مسيرته الكروية الرائعة في الوقت الحالي.
لذلك أفضل حل لهذا الأمر هو تجاهل هذا الخبر وهذه الشائعة تماماً لأن
الخوض فيها يتسبب في زيادة نشرها أو ربما توصيل رسالة سلبية للكثيرين.
بالتأكيد نحن نثق بأن اللاعب قد يفعل ذلك ويتجاهل الأمر ولكن المشكلة
الكبرى لا تكمن فيه شخصياً بل في وسائل الإعلام العربية التي بالتأكيد لم
تترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، فمثل هذه المواضيع الجدلية ستجلب لهم
ملايين المشاهدات والزوار لمواقعهم والأسوأ من ذلك أنها تزيد الطين بلة،
وتساهم في منح ذرائع وهدايا للإعلام الصهيوني لكي يستغلها أفضل استغلال،
أو ربما قد يتسبب الإعلام في ممارسة المزيد من الضغوط عليه.
فمن يطالع وسائل الإعلام حالياً أو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يجدها
تقر هذا الخبر وكأنه حقيقي وصدر بالفعل عن اللاعب (مثال آخر لغياب
المهنية والاحترافية) وبالتالي سيجعلنا نحن العرب نظهر بصورة سيئة أمام
العالم!
أو ربما قد تندفع بعض وسائل الإعلام الأخرى (من باب الحماس) في نفي هذه
المعلومة تماماً وأنه لا مشكلة في تواجد لاعب إسرائيلي ولا تداخل بين
الكرة والسياسة .. و.. و ..، مما يؤثر على الجمهور ويساهم في زيادة فكرة
التطبيع! يعني في كلا الحالتين ردود الأفعال سلبية وتفسد الأمور أكثر.
حادثة مثل حادثة محمد صلاح أردت تسليط الضوء عليها لكي تكون نموذج واضح
لما نتحدث عنه، فهي ليست أول ولا أخر حادثة بهذا الشكل، التعامل مع هذا
الصراع الإعلامي يتطلب حنكة وحكمة وتعامل بعقلانية، علينا أن ندرك الواقع
المؤسف الذي وصلت له الأمور ويجب العمل على تصحيحها وليس سكب الزيت على
النار، لا داعي لأن تعطي لخصمك ذرائع وفرص لكي يستغلها ضدك، في السنوات
السابقة وجدنا الكثير والكثير من هذه الحوادث وساهمت في تعزيز الـ
Stereotypes أو الصورة النمطية الخاطئة عن العرب وعن الصراع.
The post صلاح والصحافة الإسرائيلية… فصل جديد من فشل العرب في
البروباجندا! appeared first on أراجيك .
طفل بدرجة رائد أعمال ومدير تنفيذي.. تعرف على “كوري نيفيز”
أجل مُساعدة والدته على شراء سيارة، لتكون فيما بعد نواه لشركة ناشئة، لا
تمتلك مكتبًا جديدًا تمامًا في حيٍ راقٍ فحسب، بل تمتلك أيضًا سيارة
مخصصة لإدارة أعمال الشركة.
The post طفل بدرجة رائد أعمال ومدير تنفيذي.. تعرف على "كوري نيفيز"
appeared first on أراجيك .على الرغم من أنه قد يبدو الأمر حقيقة جيدة
لدرجة يصعب تصديقها، إلا أن العديد من رجال الأعمال الناجحين بدأوا
حياتهم المهنية كأصحاب أعمال في سن الطفولة. لم يسمح هؤلاء الأفراد
لأعمارهم بالوقوف كعقبة أمام تحقيق أحلامهم، ولا ينبغي لك ذلك أيضًا.
واليوم بفضل تكنولوجيا، يتمتع الأطفال والمراهقون بفرص أفضل في عالم
الأعمال. على الرغم من أن العديد من المراهقين يفتقرون إلى إمتلاك سيرة
ذاتية قوية، إلا أنهم يمتلكون ميزة قوية تساعدهم على التميز، ألا وهي
فهمهم لعالم الإنترنت.
فنجد إن بسبب نموهم في الفترة الزمنية المُصاحبة لظهور ثورة الإنترنت
ووسائل الإعلام الاجتماعية، يعرف الأطفال والمراهقون جيدًا كيفية اكتشاف
الاتجاهات التي يريدون اتباعها وكيفية التأثير على الآخرين، وأن يستخدموا
تلك المعرفة التي تتيحها أعمارهم لهم؛ لبدء عمل تجاري خاص بهم.
وهذا تمامًا مثلما فعل «Cory Nieves – كوري نيفيز»، ذلك الطفل الأمريكي،
الذي يُعد نموذج يستحق التمعن فيه، كمراهق نجح في توظيف الإنترنت لتأسيس
عمل تجاري ناحج له، على الرغم من صغر سنه، والذى لا يتجاوز بأى حال من
الأحوال الـ 14 عام.
وأستطاع أن يجذب إليه أنظار العالم، ويحقق شهرة واسعة النطاق فى دُنيا
الشركات الناشئة، ليصبح أصغر الرؤساء التنفيذيين CEO فى الولايات
المُتحدة الأمريكية، وواحد من أهم رواد الأعمال حول العالم.
والآن، إذا كنت لا تعرف بالضبط ما تريد فعله حتى تصبح رائد أعمال ملء
السمع والأبصار، تابع معنا قصة المراهق الأمريكي «كوري نيفيز»، لعل قصته
تلهمك، وتثير عصير أفكارك الإبداعية.
«كوري نيفيز» طفل أمريكي يؤسس شركة ناشئة
يشعر معظم الأطفال في سن 14 عامًا بالقلق من الحصول على درجات جيدة، لكن
«كوري نيفيز» لديه أهداف أخرى تدور في ذهنه، مثل: إدارة شركته الخاصة
الناجحة، والذي يعمل كمدير تنفيذي لها؛ وذلك من أجل دعم والدته.
ففي عمر الـ 6 سنوات فقط، أسس«نيفيز» شركته الناشئة «Mr. Cory's Cookies
»، وهي شركة تجارة إلكترونية، مقرها في إنجليوود بولاية نيو جيرسي، تعمل
في مجال تصنيع وبيع الكعك المحلى أو الـ «Cookie – كوكيز» المنتج من مواد
طبيعية بالكامل.
ومن المرجح أن يؤدي جلب أحد الوالدين إلى الاجتماعات إلى نتائج عكسية
لمعظم مؤسسي الأعمال الشباب، لكن الأمر اختلف تمامًا مع شركة «نيفيز»،
حيث نمت بشكل هائل جدًا، ونجحت في الحصول على قائمة عملاء كبار.
بدايات صعبة
«ليزا هوارد» مع ابنها.
كانت «Lisa Howard – ليزا هوارد» في السادسة عشرة من عمرها، وتعيش في دار
رعاية عندما أنجبت ابنها، «كوري نيفيز». وعاشت كأم عزباء تلقى المساعدة،
عملت في وظائف غريبة للبقاء على قيد الحياة، ولم تكسب حياتها كلها أكثر
من 10 دولار في الساعة.
وكافحت للحصول على التعليم، فقد كانت تذهب إلى المدرسة هنا وهناك، لكن
كان من الصعب عليها أكملها، بينما تحمل بين ذراعيها طفل، ولم تمتلك
تكاليف جليسة أطفال، فلم يكن لديها عائلة.
وفي عام 2009، عندما بلغ ابنها من العمر خمس سنوات، انتقلت «ليزا» بابنها
إلى «إنجليوود» قادمة من «هارلم»، ولم يكن لديها سيارة، وكانت تمشي أو
تأخذ وسيلة انتقال عامة للتجول، وفي بعض الأحيان تحصل على خدمة التوصيل
من جانب بعض الأصدقاء.
وعن ذلك، كتب «نيفيز» على موقعه على الإنترنت، إنه قرر أنهما بحاجة إلى
سيارة، لحماية والدته من ركوب الحافلة في البرد القارس، ومن هُنا توصل
أولاً إلى فكرة بدء عمل تجاري.
وبهدف مُساعدة والدته على شراء سيارة، بدأ «نيفيز» عمله التجاري في عام
2010، وهو في عمر 6 سنوات، في البداية في بيع الكاكاو الساخن أمام منزله
على زاوية الشارع، من خلال عربة خشبية قام بتصنيعها منزليًا.
ثم توسع في النهاية إلى أعمال الكعك، وفي وقت لاحق قام بإضافة الكوكيز
وعصير الليمون إلى القائمة بحسب تغير الطقس صيفًا وشتاءًا، وركز مبيعاته
على الكوكيز.
«كوري نيفيز» مراهق أمريكي بدأ شركته الناشئة، وهو في سن الـ 6 سنوات،
لمساعدة والدته على شراء سيارة.
بدأ العمل على وصفات الكعك التي وجدها على الإنترنت، لكنه في نهاية
المطاف، طوّر وصفة الكعك الفريد الخاص به، حيث 75٪ من المكونات عضوية ولا
توجد أي مواد حافظة.
تفاجأت ليزا بنجاح ابنها، فقد كان يحصل على 300 دولار في اليوم، وحثته
على الاستمرار في البيع لتوفير تكاليف التعليم الجامعي الخاصة به.
وفي عام 2012، وانتقل العمال من منزلهما إلى مطبخ تجاري، وبسبب صغر سن
«نيفيز» لا يُسمح له بالتواجد في المطبخ التجاري، لذلك تقوم والدته بكل
ما يلزم لصنع الخبز.
نكسة أدت لتدفق الدعم
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تم إغلاق المشروع بسبب انتهاك
اللوائح الصحية المعمول بها، عندما دعا شخص ما مكتب وزارة الصحة. لكن تلك
النكسة أدت إلى تدفق الدعم، ليتحول هذا العمل لاحقًا إلى شركة.
في عام 2014، لفت مقدمة البرامج الشهيرة «إلين ديجينيرز» انتباه الجميع
إلى قصة تلك العائلة، عندما فجأتهما بـ 10،000 دولار وسيارة فورد إسكيب
2015 الجديدة المخصصة، أثناء حلقة في البرنامج التلفزيوني الشهير Ellen
Show.
كما ألهمت قصتهما «Marcus Lemonis – ماركوس ليمونيز»، نجم ومقدم حلقات
برنامج The Profit على شاشة CNBC، وهو برنامج واقعي مخصص لمساعدة الشركات
المتعثرة. ووافق على الاستثمار معهما في الشركة.
منذ ذلك الحين، توسعت الشركة من بيع الكوكيز في زاوية الحي إلى شركة
متنامية ومربحة، والآن يشغل «نيفيز» منصب المدير التنفيذي للشركة، وهو في
الصف الثامن، وتعمل والدته «ليزا» كمدير مالي.
ولا تمتلك شركتهما «Mr. Cory's Cookies» الآن مكتبًا جديدًا تمامًا في حي
مريح في إنجلوود فقط، بل تمتلك أيضًا سيارة مخصصة لإدارة أعمال الشركة.
وتستضيف الشركة متاجر منبثقة في نيويورك ونيوجيرسي، وقد عملت مع شركات
وعلامات تجارية، مثل: Bloomingdales و Citibank و Macy's و Mercedes-Benz
و TOMS و Viacom و Whole Foods.
واليوم، تخبز «Mr. Cory's Cookies» جميع رقائق الشوكولاتة الطبيعية للبيع
بالجملة في جميع أنحاء البلاد، منها: كعكة الشيكولاتة الكاملة أو الخالية
من السكر، وكوكيز الشوفان بزبدة البندق أو زبدة الفول السوداني. ويبيع
عدة قطع منها بـ 10$، ويبيع التشكيلة الكاملة بـ 34$.
آمال مستقبلية ودعم مجتمعي
تشمل آمال «نيفيز» المستقبلية إضافة المزيد من نكهات الكوكيز إلى
القائمة، ووضع الشركة الناشئة الخاصة بها على المستوى الدولي.
في حين أن الشركة لا تزال تكافح في بداية طريقها، فإن «نيفيز» ووالدته
على استعداد دائمًا لتقديم الدعم لمجتمعهم. فقد عملوا مع منظمات مجتمعية،
مثل: Promen's Promise نيو جيرسي، وجمعية مساعدة الأطفال في مدينة
نيويورك.
كما تدرك «ليزا» أن الأمهات العازبات قد لا يحصلن على فرص مناسبة في
القوى العاملة؛ بسبب نقص التعليم أو الخبرة في العمل. لذا ينبع شغف
«ليزا» في مساعدة الأمهات غير المتزوجات والأطفال المعرضين للخطر من
تجاربها الخاصة.
وعليه فهى تتبنى «ليزا» سياسة تقتضي بضرورة توظيف ما لا يقل عن 70٪ من
الأمهات العازبات لإعطائهن الفرص التي قد لا تتوفر لديهم؛ بغرض إعطاء
الأمهات غير المتزوجات في مجتمعها فرصة للنمو ودعم أطفالهن.
إستراتيجية ذكية
فكرة «نيفيز» ليست جديدة أو مبتكرة، لكنها مطوّرة إعتمادًا على التحسينات
التى أدخلها عليها، مُستغلاً ما يقدمه الإنترنت من حلول للتجارة
الإلكترونية، ليحول شغفه بالكعك إلى حلم بإنشاء شركة ناشئة، وينجح فى
صياغه حلمه، وتقديم نموذج إقتصادى ربحى له، قائم على إستراتيجية أعمال
ذكية.
ويقوم «نيفيز» بإستخدام الإنترنت فى التسويق والترويج لمنتجه، من خلال
حسابه الخاص على موقع Instagram، الذي ينشر من خلاله العديد من الصور
الخاصة به، والتي تلقى تفاعلاً كبيرًا من جانب متابعيه. بالإضافة لإنشائه
موقع إلكتروني لشركته؛ لإستقبال طلبات المبيعات إلكترونيًا.
View this post on Instagram
sat? Fun day! Cookie order day… #sogood #yummycookies @mrcoryscookies
#homemadecookies #cookiesmakeyousmile
A post shared by Mr. Cory (@mrcory) on Jan 13, 2018 at 3:29am PST
لم يقتصر الأمر على تطويره لقاعدة جماهيرية للحلويات الشهية، ولكنه فاز
أيضًا بطريقة ذكية على قاعدة أتباع ومجعبين بإحساسه المثير للإعجاب في
مظهره المُنمق دائمًا. فهو يرتدي بدلات ورباطات حرير مصممة خصيصًا من
متاجر، مثل: J Crew و Zara وBarney's New York.
في صفحته على Instagram يعرض «نيفيز» أسلوبه في الملابس. حيث يدرك
«نيفيز» تمامًا كيف يساعده مظهره في بيع الكعك، فالعرض هو مفتاح النجاح.
فنجده في إحدى الصور، يقف أمام متجره المتنقل مرتديًا شورت أبيض، وسترة
داكنة وحذاء أصفر، مع نظارة، وساعة يد ومجموعة من الأساور.
المظهر المُنمق لـ «كوري نيفيز» جزء من إستراتيجية أعمال شركته الناشئة.
انتقل المعجبون إلى قسم التعليقات على صفحته على موقع Instagram للتعبير
عن إعجابهم، حيث كتب أحدهم: «هذا الفتى شديد الخطورة».
وبالإضافة إلى كونه الرئيس التنفيذي لشركته الناشئة، فإن «نيفيز» هو
أيضًا ممثل وعارض، وقد ظهر في حملات دعائية لـ Ralph Lauren وTommy
Hilfiger.
أما عن النصيحة التي يقدمها هذا المراهق لرواد الأعمال؛ للحفاظ على نشاط
تجاري ناجح، فهي:
أولا، يعتقد أنه يجب أن يكون لديك القدرة على اتخاذ القرار. التمسك بما
لديك وما تعرفه، هو شعار «نيفيز» الذي يشعر أن رواد الأعمال الناجحين يجب
أن يفعلوا الشيء نفسه.
ويعتقد أيضًا أنه لا يجب أن تبدأ مشروعًا تجاريًا لمجرد كسب ربح مالي
فقط. مع المستهلكين الأذكى والأكثر ذكاءً في السوق هذه الأيام، سيعرفون
حقيقتك وحقيقة عملك، وتحديد ما إذا كنت تبحث عن أموالهم فقط.
ونصيحته الأخير، وربما الأكثر أهمية هي: «استمتع». قدر من المرح لا يضر،
ولكنه بالتأكيد ينفع.
والآن، اخبرنا ما هي فكرتك الرائعة التالية؟ وكيف ستجعلها حقيقة؟ إذا كنت
لا تزال غير متأكد تمامًا من خطوتك القادمة، فاعلم ذلك: مع التخطيط الجيد
والدافع والشغف، لا شيء يمكن أن يوقفك.
The post طفل بدرجة رائد أعمال ومدير تنفيذي.. تعرف على "كوري نيفيز"
appeared first on أراجيك .
Friday, December 28, 2018
مراجعة فيلم NETFLIX'S BIRD BOX 2018
جلست أخيراً لأشاهد فيلم Bird Box على سينما كلوب يغمرني شعور بالتردد والخوف من أن يخيب أملي، فمع طاقم الممثلين الرائع أبرزهم ساندرا بولوك وجون مالكوفيتش، تساءلت هل ستتمكن نيتفليكس حقاً من تقديم شيء يستحق هذه الأسماء الكبيرة؟ وخاصة مع مبادرتها لإصداره في دور السينما قبل صدوره عبر الشبكة سعياً منها (وفقاً للشائعات) لحصولها ربما على ترشيحات في الأوسكار. ويسرني أن أقول لكم أن الفيلم ينجح بالارتقاء إلى مستوى التطلعات.
بالنسبة إلي كشخص يحب أفلام البقاء بشكل خاص، يمكنني القول أن Bird Box يقدم كل العناصر المطلوبة ليكون فيلم بقاء وتشويق بالكامل، يخطف أنفاسك منذ اللحظات الأولى، بالرغم من الإخراج الذي يعتمد على لقطات الفلاشباك التي لربما تسرق القليل من التشويق لأنك تعرف مسبقاً أنها على سبيل المثال نجت من الهجوم الأول لتلك المخلوقات الغامضة.
ومع ذلك يعتمد الفيلم بالكامل على الغموض الذي يكتنفه ليحافظ على عنصر التشويق على مدار ساعتين كاملتين، بشكل يذكرنا كثيراً بأفلام مثل A Quite Place، فهو لا يشرح لنا إطلاقاً كيف ومن أين أتت هذه المخلوقات، أو كيف تعمل ولماذا جاءت، حتى أننا لا نراها إطلاقاً ولا نحصل على أكثر من تلميح مرسوم حول شكلها بشكل عابر وسريع، في الوقت الذي يركز فيه الفيلم على رحلة الأبطال ومحاولتهم البقاء على قيد الحياة يوماً بيوم. لكن كان التشويق حقيقياً لدرجة أني شعرت للحظات بالخوف من أن تقع عيناي أيضاً عليها في بعض المشاهد المحددة التي لن آتي على ذكرها تفادياً للحرق.
يأتينا الفيلم مبنياً على رواية تحمل الاسم نفسه للمؤلف الأمريكي جوش ماليرمان والتي صدرت في 2014، ومن إخراج سوزان باير التي اشتهرت بإخراج مسلسل The Night Manager. وهو يروي قصة مالوري (التي تلعب دورها ساندرا بولوك) التي عليها أن تنطلق في رحلة صعبة على النهر معصوبة العينين مع طفليها الصغيرين لتصل إلى منطقة آمنة من أياً كان هذا الشيء الذي يهدد البشرية، والذي إن وقعت عليه عيناك سيجعلك تقدم على الانتحار بلا أي تردد.
ثم يتنقل الفيلم ببين الزمن الحالي ولقطات فلاشباك منذ خمس سنوات سابقة لحظة بدء نهاية العالم هذه، عندما كانت مالروي امرأة حامل مصابة بقلق كبير بأنها لن تتمكن من الارتباط عاطفياً مع طفلها، (احذر من حرق خفيف تالياً) والتي لم تساعدها كارثة نهاية العالم على تطوير عاطفتها الأمومية خاصة عندما تضطر إلى الاعتناء بطفلة أخرى ليست ابنتها، لدرجة أنها لم تطلق أية أسماء عليهما حتى بعدما بلغا 5 سنوات، حين لا زالت تطلق عليهما: صبي وبنت، بل حتى أنها تضطر لمعاملتهما بقسوة أكثر بسبب الكارثة وخشيتها من أن يقعا فريسة أحلام لا يمكن تحقيقها لحياة أفضل. (انتهى الحرق).
يساهم انعدام الحالة البصرية لديهم بإضفاء سيناريو بقاء مثير للتوتر. ومع تقدم الفيلم تكتشف أن هناك أكثر من عدو واحد (احذر من الحرق تالياً) حيث أن لعنة هذه المخلوقات لا تصيب الجميع، فكل شخص مصاب بالجنون لن يقوم بقتل نفسه بل سيصبح أداة أخرى في يدها لإجبار من بقي على قيد الحياة على فتح عينيه على وسعهما لرؤية هذا الشيء "رائع الجمال" وفقاً لما يقولونه. بل أنهم يزدادون ذكاءً وإبداعاً للقيام بهذه المهمة، مما يضفي عنصر بقاء آخر يزيد من صعوبة النجاة لدى أبطالنا. (انتهى الحرق).
قد لا تكون فكرة الفيلم جديدة أو مبتكرة، بل أننا رأينا سيناريو نهاية العالم هذا في العديد من أفلام الرعب والبقاء الحديثة مثل A Quite Place وسلسلة Cloverfield، كما أنني للحظات شعرت أنهم كان باستطاعتهم استغلال التكنولوجيا الحالية بالعديد من الطرق للتعامل مع هذه المخلوقات بشكل أفضل، إلا أن الإخراج الرائع والمثير للتوتر وطاقم الممثلين النجومي الذي تمكنت نيتفليكس من إضافتهم إلى هذا السيناريو ينجح في حمل وطأة الفيلم من بدايته وحتى نهايته بأدائهم المتألق، ابتداءً من ساندرا بولوك وجون مالكوفيتش، ووصولاً إلى تريفانتي رودز (من فيلم Moonlight) الذي يشارك بولوك البطولة، والممثل بي دي وونغ (وإن كان لدور قصير نسبياً) وسارة بولسون (لدور أقصر أيضاً).
لذا إذا كنت تتوقع الجلوس لمشاهدة Bird Box ورؤية شيء مبتكر لم تر له مثيلاً من قبل فستخرج مصاباً بالخيبة، وإن كنت ستشاهده متوقعاً رؤية فيلم رعب صرف فسيخيب أملك أيضاً، لكن إذا كنت ستشاهده من دون أية توقعات مسبقة مشدوداً بالرغبة لمشاهدة فيلم مليء بالإثارة والأدرينالين مع طاقم ممثلين رائع وأداء متألق فستخرج راضياً بكل تأكيد.
مشاهدة الفيلم من هنا
أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل معلمو الروحانية المعروفين
تمر علينا لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة
بلا ألم أو معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل
شخصيتنا التي نحن بها الآن.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .عندما تنقل بنظرك
على أبناء آدم من حولك واحداً تلو آخر، ستجد الكثير من السمات الموجودة
بوجوههم، ليس فقط المظهر وآثار العمر، بل ستجد بكل تأكيد أعمق من ذلك
بكثير، ستجد الحزين، ستجد القلق، ستجد من يدخن سيجارته هناك على الزواية
يفكر ويحلل، أو من يتكلم بعصبية مع صديقه، أو من يسرع في مشيته خوفاً أن
يفوته الوقت…. المشترك بين جميع هؤلاء في النهاية هو الألم، لا أقصد
بالألم أن الجميع تعساء يدورون في حلقة ألم لامتناهية، فبالطبع تمر علينا
لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة بلا ألم أو
معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل شخصيتنا التي نحن
بها الآن.
أشكال الألم والمعاناة بحسب الفيلسوف الدنماركي Niels Thomassen تقسم إلى
خمس فئات، ألا وهي : عدم الواقعية، الانقسام، الجمود، القلق، واللا معنى.
عدم الواقعية
يقصد بعدم الواقعية، هو حين تكون جالساً وحيداً على أريكتك، وتتأمل ما
كنت عليه فيما مضى وما أنت الآن عليه، ليخلق جراء ذلك رغبات أو مخاوف
جراء ما تغير عليك، وبالتالي سحق (الأنا) الحالية ووضعها خارج إطار
الحياة رثاءاً على (الأنا) التي ذهبت ورحلت بلا عودة، ونتيجة لذلك، فإن
كل ما يحدث معك ومن حولك في هذه اللحظة لا يهمك، لا تشعر به، لا تعيشه،
لا تتواجد بأي جزء منه على الإطلاق، إنك تدخل بحالة مليئة بالبؤس
والتعاسة، لا تشعر بأنه بإمكانك تخطيها.
الانقسام
يقصد به دعوة النفس بأن تكون دوماً بجانب واحد من كل شيء، دون تخطي عتبة
ذلك ولو لمرة واحدة، حسناً… اعتقد لم تعي بالضبط ما قصدته بكلامي، العالم
مقسوم إلى أضداد (الخير والشر، القوة والضعف، الكمال والفشل، الحب
والكراهية ….الخ)، وبالتالي إن أغلب الأشخاص حول العالم يقسمون بين هذين
الجانبين بخط مستقيم ويتطرفون إلى جانب واحد فقط منه دون تعديه أبداً،
ولكن قوانين الطاقة في الحياة تسعى في كل جزء من أجزائها إلى تحقيق
التوازن بكل شيء، وبالتالي من يسعى أن يكون مثالياً في كل الوقت، فسيفشل
حتماً بذلك، وهنا سيخلق هذا الشخص حقل سلبي بداخله يخبره "بأنه شخص فاشل"
والأمر ليس كذلك حتماً، ونتيجة لذلك ستتشكل تلك الأفكار السلبية حول
الذات البشرية تلقائياً، وتنشط بكل مرة بشكل أكبر عندما يعاد الأمر.
الجمود
الربط بين الماضي والحاضر، أي إن جميع الآلام التي تراكمت من الماضي، ما
زالت تنعش نفسها من جديد في الوقت الحاضر إزاء التفكير بها بشكل مستمر،
وبالتالي تنشيط مشاعر سلبية ستتحول إلى شبه دائمة لدى الشخص، غير تكوين
ردود أفعال ذاتها في كل مرة يعاد بها نفس الألم، وقد تكون تلك المشاعر
السلبية متولدة من رهاب معين، الملل القاتل من زمن طويل، الشعور بالذنب
إزاء فعل اقترفته، الكراهية تجاه شخص معين، العدائية تجاه الأشخاص وغير
ذلك.
القلق
كثرة التفكير بالمستقبل، عن مشاريعنا ومخططاتنا وما يمكن أن يخبئه ذلك
المجهول، التفكير بما لا نتمنى حدوثه أو نتمنى حدوثه، وبهذه الحالة
ستتشكل طاقة كبيرة هائلة، طاقة ترتفع إلى رأسك، طاقة قوية تفقدك التواصل
بالواقع الحالي الذي تعيشه، فتصبح مشلولاً، وروحك منقبضة وأسيرة، وكأن
المستقبل يشكل تهديداً لك.
اللامعنى
هو عندما يعمل عقلك (أفكارك) بإزالة نفسه في اللحظة الحالية واستبدال
طاقة الحاضر بطاقة الماضي أو المستقبل، ليصبح العقل بهذه الحالة غائباً،
إذ يعتبر غيابه هذا غياباً سلبياً دائرياً (يتكرر بحلقة لا نهائية)،
يتخلله الملل، فبغض النظر عن مقدار وتأثير الطاقة المستمدة من الماضي
والمستقل، فإن ذلك لن يكون حقيقياً، إنه ناتج من أفكارك وحسب، لا وجود
لها الآن.
وبذلك نكون قد عرفنا لك الفئات الخمسة التي تكلم عنها Neils، والتي تشكل
جزء أساسي من حياة كل شخص فينا، من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بدون
انقطاع، لذا، ولتقليل من هذا العبئ الواقع على عاتقنا، فنحن بحاجة إلى
ممارسات روحية دائمة، والتي تتركز على عكوس كل تلك المعاناة الخمس، وهم:
الواقعية، الديناميكية، الحركة، الاطمئنان، والمعنى.
الواقعية
أي أنك لست غائباً، لست بمنعزل مع نفسك، بالعكس أنت موجود بكل شيئ الآن
وتشارك في كل شيئ، لست على مدى عال بالتواصل مع مخيلتك وحسب، أنت تعيش
الواقع وما أنت عليه الآن.
الديناميكية
فهي بأن تفكر بمرونة، أن تكون قادراً على النظر إلى التحديات من وجهات
نظر مختلفة، إيجاد التوازن بكل شيء.
الحركة
والتي تعني إزالة العوائق التي وضعتها في داخلك، أن تسمح لتلك الطاقة
السلبية الراكدة بالتدفق دون عوائق من خلالك، ولتتدحرج تلك الطاقة إلى
الفضاء بعيداً عنك دون رجعة، وتصبح حينها أكثر انفتاحاً للحياة واكثر لا
مبالياً بأي شيء سلبي يحدث معك.
الاطمئنان
فهو أن تتخلى عن توترك وأن تبقى مسترخياً، وتذيب كل تلك الأفكار والمخاوف
وكأنها لم تجد طريقاً إليك، بأن تشعر وكأنك تتحكم بالعالم، كأنه مكاناً
دافئاً كمنزلك تشعر فيه بالحرية والحياة، كل شيء سيكون على ما يرام.
المعنى
فهو التخلص من طاقة الماضي والمستقبل، بأن تمتلأ بالوجود، بأن تستمتع
باللحظة الحالية لك في الحياة، إنها لحظتك، إنها ملكك الآن، تمسك بها
جيداً واستغلها جيداً، فأنت موجود الآن مع كل نفسك، أنت على انفتاح مع
ذاتك والعالم، وبهذه الطريقة تكتشف أن المعنى مرتبط بالوعي والحب الذين
يشكلان جوهر نفسك وجوهر كل شيء.
لذا إذا بدأت فعلاً بالممارسة الروحية، يمكن أن تعطي تطورك الروحي صعوداً
كبيراً، لأنك في هذه اللحظة ستكون أكثر عرضة للتغيير، ستساهم في تغيير ما
يدعى "الأنا الضعيفة"، لتدخل حينها شيئاً فشيئاً إلى الحالة "الطبيعية"
(الصحية)، فنحن دوماً نتقرب من جوهر الحياة، حين نكسر كل الحواجز ونفتح
كل الحدود.
تذكر جيداً بأنه غالباً ما تكون المعاناة غير محتملة، قد تجعلنا في
النهاية غير قادرين على مقاومتها، إلا أن من عجائب المفارقات، أن مقاومتك
للمعاناة قد تخلد تلك المعاناة أكثر من أن تزيلها، أما تقبل ذلك الشعور
السيء قد يجعل الأمر أكثر اطمئناناً وقد يقضي عليها في نهاية المطاف.
عليك التذكر أيضاً بأن مقاومة الألم تعد تجربة سلبية بحد ذاتها، قد تجعلك
غاضباً أو صبوراً أو بمزاج سيء، أو بائساً بشكل رهيب، أي إن مقاومة الألم
قد تكون شكلاً آخر من أشكال المعاناة، وهذه المشاعر السلبية ما هي إلا
رسالة تنذرنا كما ينذرنا المرض عندما يدق أجسادنا، يوجد شيء علينا
تغييره، يوجد شيئ بالداخل علينا تغييره، وليس في الخارج، فالتظاهر
باللامبالاة سيكون مؤقتاً وسطحياً، أما معالجة الجوهر النابض من وعي تام
سيستمر لمدة طويلة إلى أن ينتهي.
كل سيئة في حياتك اجعلها شمعة تنير طريقك، تدلك ما هي العثرات التي يمكن
أن تقع بها أيضاً، مارس الروحانية، والتي يمكن أن تقتصي بأي شكل من
الأشكال، كاليوغا مثلاً، أو حتى الصلاة إلى الله، فالأديان أكثر من دلتنا
على الجوانب المظلمة التي سنمر بها في حياتنا، والتي دعت دوماً بتقاليدها
الروحانية إلى المضي قدماً لاكتشاف ذلك الوعي الذي ينيرنا دوماً متى
ضللنا الطريق وأخطأت خطانا ( الله، السيد المسيح، بوذا، …….) وبالتالي
تطهير ذلك الألم داخلنا قبل أن يتورم ويؤلمنا أكثر.
جميع المعلمون الروحانيون والمشهورون جداً حول العالم ( جلال الدين
الرومي، كريشنا، فرنسيس الأسيزي، رابعة، ميرا، تيريزا، أوشو، ……) هذا ما
كان يفعلوه كل الوقت، تطهير النفس من كل شوائب الحياة، وتعليمنا ما
توصلوا به، وهو الذي هو ما تكلم عنه مقالنا هذا.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .